يتسائل عن أشيائه دائما .. هل عرفته ؟

دور الأحداث حول شخصين الأول أدهم وهو ابن رئيس أكبر عصابة لتهريب المخدرات والمستهدفين لدى الشرطة و تبدأ الأحداث بمطاردات بين هذه العصابة و الضابط المكلف بالقبض عليها.

وتستمر المطاردات و الخطط للقبض على العصابة حتى يموت أدهم فيأتي دور شبيه أدهم (حذلئوم) وهو شاب فقير يود السفر للخارج ليجد مهنة فيأخذه الأمن المصري ليقوم بمساعدته في القبض على العصابة مقابل مبلغ من المال وتتوالى الأحداث في إطار أكشن كوميدي.

جميع الأحداث والشخصيات تظهر مترابطة تماما في إطار درامي جيد إلي نسبه كبيرة باستثناء شخصية وحيدة ليس لها أي علاقة بالنسق الدرامي لأحداث أو شخصيات الفيلم: أين أشيائي.

فهي شخصية غريبة وليس لها أي دور داخل مجريات الفيلم كما أن كاتب الفيلم لم يلقي علي هذه الشخصية أدني ضوء عند الظهور الأول أو حتى مصيرها في نهاية الفيلم كما أننا لم نعرف حتى أسم صاحب هذه الشخصية داخل إطار هذا العمل الفني.

وعند كل مرة تظهر هذه الشخصية نجدها تصرخ في وجه البطل " أين أشيائي" وهي الجملة التي يليها معركة بين البطل والشخصية الهلامية تنتهي بقضاء البطل علي هذه الشخصية إما بالقتل أو الحرق .. الخ. ولكن نفاجأ جميعا بظهور هذه الشخصية من جديد والسؤال المتكرر أين أشيائي .

أنت يالا؟ مش أنا قتلتك سبع مرات قبل كده؟ .. إحدى العبارات الشهيرة التي وجهها بطل الفيلم إلي هذه الشخصية الكرتونية التي دائما ما تسأل عن أشياء لا نعلم نحن المشاهدين ماهيتها ولا أظن أن هذه الشخصية تعلم ما هي هذه الأشياء.

تذكرت أحداث هذا الفيلم الكوميدي أثناء متابعتي للمجريات الأخيرة داخل أحد أكبر الأندية المصرية وهي المجريات التي يشارك بطلها بعض أوجه الشبه مع الشخصية الهلامية ‘أين أشيائي’. كما أن هناك أيضا بعض الاختلافات بين الشخصيتين.

ما لبث الجمهور المسكين من محبي ومشجعي هذا النادي أن يتحسس بعض بوادر الهدوء والاستقرار النسبي بعد 4 أو 5 سنوات من الاضطرابات حتى وجدنا الشخصية المسئولة عن إحداث هذه الاضطرابات خلال السنوات الماضية تعود للظهور من جديد بالسؤال الشهير : أين أشيائي ؟!

وجه الاختلاف بين الشخصية الحقيقية وشخصية الفيلم هو أننا أو معظمنا علي أسوء تقدير يعلم هذه الأشياء التي يسأل عنها هذا الشخص كل مرة يعود للظهور داخل جدران هذا النادي: اللهم ما إلا حب الظهور الإعلامي وتحقيق مكاسب شخصية من خلال الجمع بين أسمه الكريم وأسم هذا النادي.

غير أننا نشعر ببوادر شبه بين الشخصيتين عند التفكير قليلا في الأهداف الخفية وراء الظهور غير المبرر لهذه الشخصية من وقت لأخر، كذلك عندما نبحث كيفية وصول هذه الشخصية في خلسة من الزمن إلي قمة الهرم الإداري لهذا النادي الذي لم يعرف علي مدى تاريخه غير الشخصيات الواضحة الأهداف والمعالم.

لم أتعجب ولم يساورني أدني شعور بالمفاجأة عندما سمعت بقيام هذه الشخصية برفع دعوي على أحد لاعبي هذا النادي متهما اللاعب بتهديده بالقتل! ربما لأنني – وبعد الربط بين الشخصيتين - بت أتوقع أي رد فعل من هذه الشخصية أو ربما أن هذه الشخصية تعتبر اللاعب ضمن الأشياء التي لطالما تطالب بها.

التوجيه هو أيضا أحد أوجه الخلاف بين الشخصيتين: بمعنى أن شخصية الفيلم كانت موجهه فقط نحو البطل أو الشبيه والذي تدرك أن أشيائها معه.

وهو علي عكس الشخصية الحقيقية التي لا تهاجم احد الأشخاص إلا بمجرد اقترابه من المطبخ الإداري للنادي العريق وهو ما يشير في أغلب الظن أن أشيائه التي دائما ما يسأل عنها توجد داخل مكان معين في هذا النادي وبالتحديد بين جدران مكتب رئيس النادي.

ما الحل؟ هذا هو السؤال الأهم بالنسبة لعشاق هذا النادي! لا أظن أن الحل سهل خاصة وأننا نواجه شخصية ضد الشطب وضد الحبس اللذان تعرضت لهما من قبل، تماما مثل شخصية الفيلم التي كانت ضد النار.

ولكن هل الحل مستحيل؟ أيضا لا أعتقد ذلك ولكنه يتطلب مجهود كبير من عشاق هذا النادي في إبراز هذا الرفض ربما من خلال لافتات عملاقة داخل المدرجات من نوعية "مش هتعيش تاني المرة دي".

كما يتطلب ذلك من الجمهور وعي وتأني وتفكير عميق فيما بعد عند القضاء على هذه الشخصية حتى لا نفاجأ فيما بعد بظهور جديد وربما بسؤال جديد حتى لا نتعرف عليه بسهولة هذه المرة والذي غالبا سيكون: أين حاجاتي؟ !