يستضيف المنتخب الأرجنتيني ليلة السبت نظيره البرازيلي في قمة ساخنة لتصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، والتي تصل إلى الجولة رقم 15.

يستضيف المنتخب الأرجنتيني ليلة السبت نظيره البرازيلي في قمة ساخنة لتصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، والتي تصل إلى الجولة رقم 15.

وستتوجه الأنظار إلى ملعب خيجانتي دي أرويتو بمدينة روساريو، حيث سيكون مسرحا للمواجهة بعدما طلب دييجو مارادونا مدرب الأرجنتين عدم إقامة المباراة على ملعب المونومنتال الشهير في العاصمة بيونس أيرس، نظرا لفتور المؤازرة الجماهيرية.

ويتسع خيجانتي دي أرويتو لنحو 41 ألف متفرج تقترب مقاعدهم من اللاعبين نظرا لعدم وجود مضمار فاصل بين أرضية الملعب ومدرجاته، وهو الأمر الذي يعول عليه مارادونا كي يحظى بمساندة جماهيرية حارة.

وبخلاف التنافس الحار بين الفريقين، تعتبر المباراة بمثابة نزال شخصي بين مارادونا وكارلوس دونجا قائد المنتخب البرازيلي السابق ومديره الفني الحالي، فكلاهما سبق له الفوز بكأس العالم كلاعب وجاء الدور على من ينتزعه كمدرب.

ويواجه أصحاب الأرض حاجة ماسة إلى الفوز كي يتقدم الفريق لما هو أبعد من المركز الرابع الذي يحتله برصيد 22 نقطة، متأخرا بخمس نقاط كاملة عن البرازيل المتصدرة، علما بأن المباريات الثلاث المتبقية تشمل زيارتين صعبتين لكل من باراجواي وأوروجواي واستضافة بيرو.

واضطر مارادونا خلال الأسبوع الأخير إلى مواجهة أزمة الإصابات التي ستحرمه من عناصر هامة مثل مدافع بايرن ميونيخ الألماني مارتين ديميكيليس، ولاعب وسط إنترناسيونالي الإيطالي إستبان كامبياسو.

ولجأ مارادونا للخيار المحلي في مواجهة الأزمة، فاستدعى ثلاثة مدافعين من فريق بيليث سارسفيلد بطل إياب الدوري المحلي "كلاوسورا"، كما وجه الدعوة للهداف المخضرم مارتين باليرمو (35 عاما) من بوكا جونيورز.

ويعتمد مارادونا على مزيج بين الخبرة ممثلة في الظهير الأيمن خافيير زانيتي ولاعب الوسط خوان سباستيان فيرون، والشباب الذي يعبر عنه ثنائي الهجوم ليونيل ميسي المرشح الأول لجائزة أفضل لاعب في العالم، وسيرخيو أجويرو.

ويسعى المدرب الأرجنتيني لتحقيق نتيجة مقنعة على الساحة الرسمية للمرة الأولى منذ توليه المسئولية في نوفمبر من العام الماضي، حيث تألق في المباريات الودية محققا الفوز على فرنسا في مارسيليا، وأخيرا روسيا في موسكو، إلا أنه سقط خلال التصفيات بستة أهداف من فوق مرتفعات بوليفيا.

وعلى الجهة الأخرى، يبدو دونجا أكثر استقرارا بعدما أسكت منتقديه للمرة الثانية منذ توليه منصبه عام 2006 بتحقيقه لقب كأس القارات في جنوب أفريقيا خلال يونيو، مكررا ما فعله بفوز غير متوقع ببطولة كوبا أميريكا عام 2007 في فنزويلا، حين ألحق هزيمة مذلة بالأرجنتين في النهائي بثلاثية بيضاء.

ويملك دونجا قواما متكاملا من لاعبي فريقه يقودهم نجم ريال مدريد الإسباني كاكا، ومهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي روبينيو، بجانب هداف كأس القارات لويس فابيانو، كما يبدو وقد عثر على حل لمشكلة الظهير الأيسر متمثلا في لاعب ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني فيليبي لويس.

ويدرك دونجا جيدا أن الفوز في الأرجنتين وربما التعادل قد يكون كافيا لضمان الظهور في جنوب أفريقيا بشكل عملي، خاصة أن المباريات الثلاث المتبقية بعد ذلك تشمل زيارة واحدة لبوليفيا، واستضافة ملاحقته تشيلي وفنزويلا.

ويعتبر اللقاء الذي يديره الحكم الكولومبي أوسكار رويث بمثابة مواجهة لزملاء يلعبون في نفس الأندية الأوروبية، مثل زانيتي الذي يرافق البرازيلي مايكون في إنتر الإيطالي، أو كاكا الذي يزامل الأرجنتيني فرناندو جاجو في ريال مدريد.

إلا أن البرازيلي داني ألفيس لاعب برشلونة الإسباني اتخذ موقفا واضحا من علاقته بزميله الأرجنتيني ميسي، قائلا "في الملعب لا توجد صداقات، بل تنافس فقط"، مؤكدا أنه وزميله اتفقا على صعوبة المباراة على الفريقين.

ولجأ لاعبو الأرجنتين إلى الحرب النفسية في الكلام، فالظهير الأيسر جابرييل هاينزه يحث زملاءه على ضرورة "عدم ترك فرصة للتفكير" للاعبي البرازيل، في الوقت الذي توقع فيه فيرون أن ينجح ميسي في تسجيل هدف واحد على الأقل.

ولكن على الجهة الأخرى يبدو المعسكر البرازيلي المقام على بعد 100 كلم من مدينة ريو دي جانيرو أكثر هدوءا، وهو ما أكده لاعب الوسط جوليو بابتيستا بنفيه إمكانية تأثره وزملائه سلبيا بالضغط العصبي في ملعب المباراة.

وكانت نتيجة مباراة الذهاب بين الفريقين في مدينة بيلو أوريزونتي البرازيلية قد انتهت بالتعادل السلبي، حين كانت الأرجنتين تحت قيادة مدربها السابق ألفيو باسيلي.

ولم ترجح تصفيات مونديال 2006 الماضي في ألمانيا كفة أي من الفريقين على الآخر، حيث فاز كل منهما على ملعبه بثلاثة أهداف لواحد.

وتتأهل الفرق الأربعة الأولى من تصفيات أمريكا الجنوبية إلى نهائيات جنوب أفريقيا مباشرة، بينما يخوض الخامس مبارتي ملحق مع رابع منطقة أمريكا الشمالية والوسطى "كونكاكاف".