نقاد: (أهل كايرو) و (كليوباترا) و (سقوط الخلافة) أغتيلوا فى رمضان

المتابع للمارثون الدرامى الرمضانى يلاحظ احتواءه على كم هائل من المسلسلات بلغ أكثر من 50 عمل وبطبيعة الحال يصعب على المشاهد استيعاب ما يحدث فإما أن ينصرف عن ذلك وإما أن يحاول اللحاق ومشاهدة ما يمكن مشاهدتة وفى هذه الحالة سيفقد متعة المتابعة والتركيز فيما يشاهدة أو سيحدث ظلم لعدد من الأعمال المتميزة ولن يشاهدها أحد رغم محاولة أبطالها بذل كل الجهود لتقديم عملا يحترم المشاهد .

فهل هنال أعمالا أغتالها هذا المارثون وظلمت وسط زحمة المسلسلات ؟ وهل هذا الزخم الدرامى فى صالح المشاهد والعمل أم ضدة؟ وهل يمكننا أن نشاور ونقول أن هذا العمل جيد فالننتبه إليه ؟ ..كل هذه تساؤلات نجيب عليها خلال السطور القادمة.

فى البداية أكد الناقد "مجدى الطيب" أن هناك بالفعل عددا من المسلسلات تم أغتيالها وظلمها هذا العام مثل "سقوط الخلافة" -و"كليوباترا" و"السائرون نياما" .

وأشار الطيب أن مثل هذه الأعمال ضخمة الانتاج والتى تحمل فكرة كان يجب على منتجيها عدم عرضها أصلاً فى رمضان فهى من النوعية التى تحتاج إلى التأمل الأدبى والقراءة وشروط أخرى لا تتوافر مع زحام المسلسلات الذى نشاهدة حاليا وبطبيعة الحال يؤدى إلى الابتعاد عن دائرة المشاهد.

وأضاف الطيب قائلا :"الغريب أننى ألاحظ كأن شهر رمضان مخصص لتقديم عدد من الأعمال التافهة وهذة النوعية قد تلائم البعض حيث يرون أن الدنيا صيام بالنهار فلا نريد أن نثقل عقولنا بأى قضية جادة فبالتالى يتم عرض برامج المقالب السخيفة ومسلسلات سطحية وساذجة فنحن لسنا ضد الأعمال الخفيفة وكنا فرحين بـ"الفوريجى" و"أزمة سكر" و"الكبير قوى" التى اقترنت بالكوميديا ولكن القضية تكمن فى كيفية تقديمها ؟ " .

وتابع: " ورغم هذا الكم الهائل من الدراما قد لفت نظرى مسلسل "أهل كايرو" بطولة خالد الصاوى هذا العمل يعد مفاجأة عام 2010وأشبه بـ"الحصان الاسود" فلم يكن يتوقع أحداً أن يثير كل ذلك الانتباه فاثبت أنه على درجة كبيرة من الدقة والقوة فى جميع عناصرة ابتداء بمستوى اللغة وأداء الممثلين" .

واستطرد: " وقد قدم مخرجه محمد على عمل متكامل من حيث المشاهد والإضاءة والصورة والمونتاج مما يؤكد أن وراء هذا العمل مخرج مهم وعلى مستوى الكتابة فـ"بلال فضل" تجاوز فيه كل أعمالة السابقة ويمكننا أن نقول أنه أول عمل لـ" بلال فضل "ويعد نقطة فارقة فى مسيرتة والورقة الرابحة التى قشت معظم المسلسلات" .

وقال الناقد مجي الطيب :" هذا لا يمنع أن هناك أعمالا أخرى جيدة على رأسها" الجماعة " الذى يناقش قضية هامة ومثيرة وهى الإخوان المسلمين، وقد أحدث المسلسل جدلا واسعا وهذا مطلوب فهناك من يرى أن المسلسل قد خرج عن الخط ولكن من وجهة نظرى أن العمل أصاب الحقيقة لأن عندما يثار جدلا حول عمل ما فهذا يعد نجاح، وأتمنى أن درجة الخلاف لا تصل إلى التهديدات بالقتل لأنى ألاحظ أن "وحيد حامد" كاتب العمل يتعرض لاغتيالات معنوية حيث اتهامة بالكفر وأتمنى ألا تصل التهديدات إلى الاغتيالات المادية بالسلاح" .

وأضاف الطيب :" أما باقى الأعمال مثل" شيخ العرب همام" و "زهرة وأزواجها الخمسة "و"العار" وغيرها ممكن أن تكون جماهيرية تجارية ولكن صعب أن نخرج منها برسالة" .

وفى سياق متصل، اتفقت الناقدة ماجدة موريس مع مجدى الطيب بأن الأعمال التاريخية ظلمت هذا العام وأهمها" سقوط الخلافة" و"السائرون نياما " أما " كليوباترا " ففرصة عرضه كانت أفضل حيث عرض على أكثر من قناة كذلك مسلسل "بابا نور" لحسين فهمى لم يسمع أحد عنه وهناك عدد أخر من الأعمال ظلم بالفعل هذا العام لأنها لم تحظى بنفس الأنضباط أو مساحة العرض التى توفرت لاغلب الأعمال الأخرى .

وحول كثرة المسلسلات كان لها رأي أخر، حيث ترى الناقدة ماجدة موريس أن كثرة المسلسلات يعد إنتاج طبيعى لعصر الفضائيات الذى نتج عنة إقبال على صناعة المسلسلات التى تزداد فى شهر رمضان لتحقيق الربح وجلب الإعلانات والمشاهد ما علية إلا أن يحسن الأختيار وسط هذا الكم الهائل من القنوات والمسلسلات فرمضان يعد مهرجان مفتوح للدراما والمشاهد بعد فترة يستطيع أن يحدد عدد معين من الاعمال التى يفضلها سواء الكوميدية او الاجتماعية .

وقالت موريس :" يجب على المشاهد أن يكون لدية نوع من الإيجابية فى مسألة التلقى فالتليفزيون حل محل النزهة للأسرة بسبب الأزمة الاقتصادية والمواصلات أضطر الناس إلى الجلوس فى المنزل ويتعاملون مع التليفزيون، ويجب أن يكون الاختيار بشكل جيد واذا لم يشعر صناع الدراما أنهم يجب عليهم احترام المشاهد فعليهم أن يقبلوا ويطيقون انصراف المشاهد عنهم " .

وأضافت موريس" أن هناك عددا من الأعمال تحرص على متابعتها منها بـ"الشمع الاحمر" ليسرا و"الحارة" - "قصة حب" لـ جمال سليمان - "أهل كايرو" لـ خالد الصاوي- "ماما فى القسم" لـ سميرة أحمد - "سقوط الخلافة" -و"السائرون نياما" لفر دوس عبد الحميد - "كليوباترا" لـ سلاف فواخرجى - والمسلسل السورى "ذاكرة الجسد" - و"شيخ العرب همام " لـ يحيى الفخرانى ".

أما الفنانة فردوس عبد الحميد بطلة مسلسل "السائرون نياما" قالت :" أنا لا أجد مبررا واحداً لوجود هذا الكم والتكدس الفظيع للمسلسلات وكأن الجميع اختصر العام بأكملة فى شهر رمضان الكريم لتقديم أعمالهم، وبالفعل وبدون أن أشاهد هل هناك مسلسلات ظلمت أو لا بالتأكيد هناك ظلم وسط هذا الكم الهائل نتيجة وضعها فى أوقات غير مناسبة فكان يجب على المسؤلين اختيار أوقات متميزة للأعمال الجيدة، ولكنهم معذورين فضيق الوقت يجعل الأعمال تتم بعجالة ولا يستطيعون تقيمها بشكل جيد، بالإضافة لحسابات التسويق والإعلانات " .

وأضافت الفنانة القديرة " أننى لا أخفى عليكى مدى أسفى لعدم وضع مسلسل "السائرون نياما" فى وقت عرض متميز ولكن عزائنا الوحيد أننا نقدم عملا جيدا يحترم المشاهد طوال العمر وليس لرمضان فقط، وأعتقد أن ذلك هو الأساس الذى يجب أن يسير عليه الكل للتغلب على فكرة الموسم الرمضانى الذى يكثر فية الانتاج الدرامى لخلق مواسم أخرى تكون بنفس القوة" .

وتابعت: " أن هذا الزخم يؤدى إلى التشويش وخلق حالة من الارتباك للمشاهد وعصبية المشاهدة فيجعلة عصبى فى مشاهدته" .

ووجهت فردوس عبد الحميد كلمة للمشاهين قائلة :" حاولو تلاقو "السائرون نياما" فهو عمل يستحق أن تبحثوا عنه وقد وصلتنى رسائل أن هناك مواقع تعيد عرضة مما قلل حزنى بعدم عرضة فى توقيت مميز"