نفي أيمن نور وجود أي تعارض بين الحركة الليبرالية وبين الحقوق العمالية

أكد أيمن نور رئيس حزب
الغد أن التغيير الذي أحدثه عمال مصر وخاصة عمال النسيج بالمحلة أكبر بكثير
من التغيير الذي حاولت مختلف القوي السياسية في مصر تحقيقه.جاء ذلك
في إطار الندوة التي أقامها المركز المصري للحقوق الإقتصادية والإجتماعية
مساء الأثنين تحت عنوان"العمال ودعاة التغيير"، وأوضح نور أن العلاقة بين
التغيير والعمال علاقة مرتبطة ومستمرة، منتقداً كافة القوي السياسية في مصر
بما فيها حزب الغد علي تقديم المطالب السياسية علي المطالب العمالية
والإجتماعية .وأكد نور أن المصريين يؤمنون بفكرة التغيير والتمرد
علي الأوضاع السيئة، فمنذ 32 قرناً أضرب الفراعنة رافضين السُخرة في بناء
الأهرامات في وجه الفرعون الكبير، ثم أشار إلي بعض إضرابات العمال في نهاية
القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مؤكداً أن هذه الإضرابات كانت
بمثابة تمهيداً لأكبر ثورة شعبية في تاريخ مصر وهي ثورة 19 .وأشار
نور إلي أن برنامجه الإنتخابي يتطرق لكافة التفاصيل والآليات التي يمكن من
خلالها إدارة شؤن البلاد، كما أضاف أنه وضع مشروع قانون للعمل تقدم به
لمجلس الشعب في2001 ولكن أحداً من الحكومة لم يلتفت له، مشيراً إلي أهم
نقاط هذا القانون وهي أن يكون الحد الأدني للأجر 1200 ، كما كفالة حق
الإضراب والمفاوضة الجماعية فضلاً عن إعانة بطالة كانت 150 جنيهاً ضاعفها
في الوقت الحالي إلي 300 جنيهاً وإعانة زواج قدرها خمسة ألاف جنيهاً بشرط
عدم الجمع بين الإعانتين .وأكد رئيس حزب الغد أن هذه الأمور ليست
ضرباً من الأوهام، وإنما قائمة علي حسابات علمية محددة، مشيراً إلي أن
تفكيك منظومة الفساد الحالية وإعادة هيكلة النظام الإقتصادي وترشيد الإنفاق الحكومي المجنون –علي حد وصفه- كفيلاً كل ذلك أن يوفر مليارات كثيرة لميزانية الدولة .وعن
الهواجس الموجودة لدي الكثيرين حول أن الليبرالية التي يدعوا لها أيمن نور
لا تحافظ علي حقوق العمال والطبقي الوسطي، أوضح نور أنها هواجس طبيعية في
ظل هذه السياسات التي يقوم بها انظام الحاكم ويصفها بأنها ليبرالية، مؤكداً
أن النظام أساء إلي الليبرالية قائلاً: "أنا كاليبرالي برئ من هذه
السياسات التي تتم بأسم الليبرالية" .كما أكد نور أنه لن يحل مشكلة
العمال والطبقة الوسطي إلا الليبرالية، ولكنها ليست ليبرالية النظام
المشوهه، واصفاً السيد جمال مبارك بأنه شخص لا يعرف شيئاً عن الليبرالية،
قائلاً: "هو مقبول كرئيس بنك ولكن ليس كرجل سياسة لأنه ليس لديه أي تاريخ
أو خبرة سياسية، هذا رجل دخل الساحة السياسية علي كتف أبيه".وعن
سؤاله حول موقفه من معاهدة كامب ديفيد، قال نور أنه لابد من إعادة النظر في
كثير من بنود هذه المعاهدة ومعاهدات دولية أخري، ولكنه أبدي تأيده التام
لمواصلة السلام مع إسرائيل واصفه بأنه الخيار الأنسب لمصر واصفاً أن إزالة
دولة إسرائيل أمر غير واقعي .وأضاف نور أنه لابد من المجيئ بأنظمة
شرعية ديقراطية منتخبة من شعوبها كي تكون قوية وقادرة علي الصمود أمام هذا
النظام الإسرائيلي القمعي وأمام الهيمنة والسيطرة الأمريكية .وقال
نور أن مصر الآن يقودها ثلاث كلمات "الجهل والفشل والفساد"، مؤكداً علي
ضرورة العصيان المدني ولكن بعد إستخدام كافة أشكال الضغط والمعارضة
السلمية، كما أشار إلي تأيده للتغيير الثوري العاقل، وأوضح أنه من أنصار
الطريق الثالث الذي لا يمثل الرأسمالية المتوحشة وإنما الرأسمالية التي
تناسب مجتمعنا المصري .وفي النهاية نفي أيمن نور وجود أي تعارض بين
الحركة الليبرالية وبين الحقوق العمالية، مشيراً إلي أن الحقوق العمالية
أهم مطالب الحركة الليبرالية، كما دعي جميع عمال مصر إلي المشاركة في
محاولة التغيير القئمة الآن مؤكداً أن العمال قوة هامة لا يمكن إحداث تغيير
جذري بدونهم .