حماس تأسف لهجوم أبو الغيط عليها وتؤكد حرصها على أمن مصر

أعربت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة عن أسفها عقب التصريحات التي أدلي بها أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، والتي قال فيها ان حكومته لم ولن تعترف بسيطرة حماس علي غزة، وحذر فيها من أي عملية جديدة لهدم الحدود بين غزة ومصر.

وأشار طاهر النونو في تصريح صحافي تلقت القدس العربي نسخة منه الي أن الحكومة المقالة تعرب عن أسفها لهذه التصريحات.

وقال شعبنا صاحب كرامة ويحترم سيادة مصر وأمنها وقيادتها وشعبها ولن يكون هذا الشعب العظيم عدوا لأي دولة عربية أو اسلامية فأمتنا هي عمقنا الاستراتيجي الذي لن نفرط به.

واعتبر النونو ان لفلسطين ومصر عدوا واحدا مشتركا هو الاحتلال الاسرائيلي.

وقال هو الذي يسعي الي خلق الخلافات بين شعوب المنطقة ودولها المختلفة ويسعي الي العبث في أمن الدول والمنطقة برمتها لذلك ندعو الأقلام الوطنية الحرة الي عدم التساوق مع محاولات الاحتلال بذر الخلاف بين الأشقاء، أما أقلام التطبيع فستسقط كما تسقط أوراق الخريف الجافة لا قيمة لها.

وأكد النونو علي متانة العلاقة مع مصر، لافتاً الي أنها وقفت وما زالت الي جانب شعبنا في مراحله المختلفة وكانت له دوما الملاذ والحامي والشقيقة الكبري.

وقال ان أمن فلسطين من أمن مصر وأمن مصر من أمن فلسطين، والحكومة تضطلع بدورها في هذه القضية ولن تسمح لأي كان بتعكير هذه العلاقة.

يشار الي أن كتابا وصحافيين مصريين يعملون في صحف قومية، اضافة الي رجال السياسة في مصر شنوا مؤخراً حملة ضد حركة حماس، عقب هدم الحدود وهاجموا عددا من قادتها بالاسم في وسائل الاعلام، وهو ما رفضته وقتها حركة حماس.

وكان أبو الغيط وجه تحذيرا شديد اللهجة الي المسؤولين في حركة حماس من مجرد التفكير في الاقتراب مجددا من الحدود الفاصلة ومعبر رفح.

وقال ان قوات الأمن المصرية سوف ترد بكل قوة وحزم علي أي محاولة لعبور حدودها بشكل غير قانوني ، مشدداً أن من يقترب من الحدود أو يفكر في عبورها بهذه الطريقة سوف تكسر قدمه.

وجاء في تصريحات أبو الغيط كذلك لم ولن تعترف بسيطرة حماس علي قطاع غزة وهناك سلطة واحدة شرعية للفلسطينيين هي السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، ولن يكون لحماس أي دور في معبر رفح وما حدث مؤخرا لن يتكرر مهما كانت العواقب .

وانتقد أبو الغيط عملية اطلاق الصواريخ محلية الصنع التي تطلقها الفصائل المسلحة نحو البلدات الاسرائيلية، محملاً حركة حماس المسؤولية.

وقال لكن يبدو أن حماس تصر علي معاقبة الفلسطينيين في غزة من خلال اطلاق صواريخها ، واصفاً الصواريخ بـ العبثية وتعطي الفرصة لاسرائيل لقتل الفلسطينيين .

وأضاف ان حماس عقب سيطرتها علي القطاع قررت الاشتباك مع اسرائيل لكن هذا الاشتباك يبدو كاريكاتوريا ومضحكا.

الي ذلك فقد أكد الناطق باسم الحكومة المقالة أن حكومته ترفض محاولات التوطين خاصة ما يشاع عن أفكار بشأن التوطين في سيناء.

وأضاف نقول للجميع بأن الحكومة لو أرادت التنازل عن حق العودة الي فلسطين أو التنازل عن جزء من حقوق شعبها لفتحت لها كل العواصم المغلقة وليس منا من يختار وطنا وأرضا غير فلسطين .

وأعرب النونو عن استغراب الحكومة المقالة من بعض المصطلحات التي وردت في بعض وسائل الاعلام حول نية حماس اقامة امارة اسلامية في غزة.

واتهم النونو السلطة الفلسطينية في رام الله بمحاولة فصل الضفة والقدس عن قطاع غزة بشكل يعطي الاحتلال الفرصة لاستباحة القطاع والتفرد به .

وقال ندعو الي انهاء الانقلاب علي الشرعية وحل ما يسمي بحكومة سلام فياض والعودة الي الاتفاقات الوطنية الموقعة والشروع الفوري بحوار وطني ينهي تبعات انقلاب الأقلية علي الأغلبية .

ونفي المتحدث باسم حركة حماس التقارير الإسرائيلية التي زعمت بأن مصر أبلغت الحركة بأن قياداتهم غير مرغوبة في زيارتهم للقاهرة وقال إنها تقارير تحريضية لزرع الشقاق والفتنة بين مصر وفلسطين.

وأكد مصدر أمني مصري رفيع المستوي لجريدة الجمهورية أن مدينة رفح هادئة تماماً وهناك عدد كبير من الفلسطينيين المتخلفين في بعض المحافظات المصرية الذين دخلوا لشراء مستلزماتهم الضرورية فور فتح الحدود طلبوا العودة إلي غزة ويتم إعادتهم بدون تحرير محاضر أو قضايا ضدهم طالما لم يرتكبوا أية مخالفات داخل البلاد.

وقال إنه يتم بالفعل إعادة كل الموجودين في مصر حالياً وفي هدوء شديد بفضل تضافر الجهود من كافة الجهات الأمنية المعنية بتأمين الحدود.

ونفي سامي أبوزهري المتحدث الرسمي باسم حركة حماس ما نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن توقف الاتصالات بين مصر وحركة حماس بسبب التوتر الإعلامي بينهما‏.‏

كما نفي أبوزهري ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية عن أن مصر قد أبلغت حركة حماس بأن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة‏ وإسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال‏ وكذلك محمود الزهار وسعيد صيام القياديان في حماس أشخاص غير مرغوب فيهم وأنه لن يسمح لهم بدخول مصر‏.‏

ونقل الموقع الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين نفى سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس ما زعمته بعض وسائل الإعلام المحسوبة على حركة فتح، والتي نسبت إليه اتهامه لمصر بأنها تتواطؤ مع الصهاينة، وأنه دعا الشعب المصري للانتفاضة ضد حكم الرئيس مبارك.

وقال أبو زهري: إن ما زعمته وكالة انباء محسوبة على حركة فتح ونقلته إذاعة الاحتلال الصهيوني كاذب ومسموم ومغرض، ولم يصدر عني أو عن أي قيادي في حماس؛ فالحركة والشعب الفلسطيني كله تربطه بالقيادة السياسية المصرية وبمصر العظيمة علاقات وثيقة، لا يستطيع أحد أيا كان النيل منها، ونحن لا ننكر جهود الرئيس حسنى مبارك المتواصلة في سبيل حماية الشعب الفلسطيني والذود عن قضيته العادلة.

وأضاف: إن دعوتنا للشعب المصري جاءت في سياق دعوة الأمة العربية جميعها، إلى مواصلة فعالياتها المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، وخاصة مع قطاع غزة المحاصر، ونحن نرفض في حركة حماس أن يكون أي من هذه الفعاليات موجهة للمس بأي من الساحات العربية، وخاصةً الساحة المصرية، التي نحن معنيون بدوام استقرارها وسلامة أمنها؛ من منطلق إيماننا بأن أي عدم استقرار في هذه الساحة فإن الشعب الفلسطيني أكثر من سيدفع نتيجة ذلك؛ لأن مصر الكبيرة هي السند للشعب الفلسطيني على مدى التاريخ، والرئيس المصري حسنى مبارك لم يتوان يوما ولم يدّخر جهدًا في سبيل احتضان أبناء شعبنا وقضيتنا والتخفيف عنهم خلال الحصار المفروض على قطاع غزة.

وتابع: إن حماس أكثر الحركات الحريصة على سلامة الأمن القومي المصري.

وقد أعرب أبو زهري عن أسفه وألمه من الحملة الصحفية التي تشنها بعض الصحف المصرية ضد حماس وقياداتها، وقال: من المؤسف أن تأتي هذه الحملة من بعض الصحفيين المصريين، كما أن الألم والحزن الذي نشعر به مبني على أن مصر العظيمة لم يخرج منها في أي وقت أي قلم يهاجم أي فصيل أو حركة فلسطينية مهما كانت الأسباب والظروف".

كانت وكالة فلسطين برس قد نسبت إلى أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس تصريحات هاجم فيها مصر والقيادة فيها واتهمها بالتواطؤ ومساعدة الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا الشعب المصري إلى الانتفاضة ضد حكم الرئيس المصري حسني مبارك وهو ما نفاه أبو زهري.