الإعلام معانا ولا مع الناس التانيين ! مختار نوح

تعودنا بحكم العادة ، ومنذ الطفولة علي قراءة الصحف الرسمية المقررة علينا، فلم يكن أمامنا ما نقرأه سواها... ونظرا لحركة التغيير الاجتماعي ظهرت العديد من الصحف غير الرسمية.

- وكان ذلك نتاجاً طبيعياً لـ «فلفصة الشعوب «والفلفصة هي كلمة عربية تقال حينما يتم تـقيـيـد المواطن من قدميه ويديه ومع ذلك فهو يصر علي محاولة التخلص... فتسمي هذه المحاولة «بالفلفصة».

- ثم انضمت إلي قافلة التنوير الشعبي القنوات الفضائية الإخبارية... فكان منها القنوات الإخبارية التي تأتي بصحيح الأخبار ولديها من يسمي بالمراسل الصحفي وتأتي إليهم بالإخبار من «جحر النملة » وهناك قنوات أخري يادوبك بـتـفك الخط وليس لديها من يراسلها ولا يعمل بها إلا عم عبده الساعي... والمعلم رفعت سايس الجراج.. فهي أشبه بالبلياتشو الذي يحاول أن يقلد الآخرين أو يسير بطريقة مضحكة.

- والإعلام الرسمي في مصر أحياناً يعيش حالة انفصال عمدي عن الشعب كله.. فيكتب ما يصل إليه من أخبار ليخدم بها وجهات نظر النظم الحاكمة.. وليس الشعب المحكوم علي أمره والحقيقة يا سادة أننا نعيش الآن في مثل هذه المرحلة وبالذات في حرب غزة المقدسة.... فتجد أكبر الصحف الرسمية في مصر تكتب عنواناً كبيراً بتاريخ 12 يناير فحواه أن قوات الاحتلال الصهيونية تـتـقـدم إلي عمق مدينة غزة.. بينما الحقيقة أن قوات الاحتلال واخدة علقة علي حدود الحدود وتخشي ليس من الدكلمه ممنوعه إلي عمق غزة وإنما تخشي حتي من مجرد الاقتراب من غزة.. فما الذي تريد أن تصدره لنا الجريدة الكبيرة أهو الخوف ؟ أم الهزيمة ؟، ثم تكرر الأمر في 13 يناير وأضافت الجريدة مدناً أخري حتي تصورت أن الدبابات الإسرائيلية سوف تقتحم حي الشرابية في مصر قبل يوم الجمعة المقبل.

- ومن الغريب أن تردد ذات الجريدة وعلي ذات الصفحة كل مزاعم إسرائيل من أنها تـتـعرض لقصف من سوريا وذلك في مانشيت كبير، ثم وتحت عنوان أكبر تقرر أن قادة حماس يخـتـبئون في مقار البعثات الأجنبية وأن إسرائيل تؤكد ذلك، حتي شعرنا أننا نقرأ جريدة «معاريف شخاريف هلفط تخاريف»... وإذا كنا نوافق علي حق الصحف الحكومية في الكذب !! فهو حق مكفول لها بمقتضي القوانين المصرية

لكننا أبداً لا نوافق وبأي حالٍ من الأحوال علي أن يكون الكذب مكشوفاً لهذه الدرجة فنحن الشعب الوحيد الذي تعامل بالتعريفة «المخرومة»... بل نحن الذين خرمناها ونحن الشعب الوحيد في العالم الذي يفهمها وهي «طايرة» !! بل أحياناً نفهمها قبل أن تطير، كما أننا نحن الشعب الوحيد في العالم الذي لا يقرأ سطور الصحف الحكومية وإنما يقرأ ما بين سطورها.

فلا يجوز والحال كذلك أن تصدر الصحف إلينا اليأس لأن الحقيقة التي لا حقيقة بعدها هي التي قالها الشاعر المرحوم محسن الخياط «سكت الكلام.. والبندقية اتكلمت.. والنار وطلقات البارود.. شدت علي إيدين الجنود واتبسمت».

- وقد انتهي وقت الهلفطة والمبادرات وخد وهات ولا توجد مفاجأة واحدة في الموضوع فإسرائيل العنصرية هي نفسها إسرائيل العنصرية ولن تتغير.. وكلما شعرت بالهزيمة قامت بضرب المدنيين ومدارس الأطفال، ونفس الشيء فعلته في مصر فضربت مدرسة بحر البقر الابتدائية وطربقت مصنع «أبو زعبل» علي دماغ العمال، ودمرت مدن السويس والإسماعيلية وبورسعيد ولكنها في النهاية أخذت علي قفاها وخرجت من مصر مذلولة والأمر نفسه فعلته حديثا في جنوب لبنان فدمرت الجنوب والشمال والوسط أيضاً ومع ذلك سعت عند الشعور بالهزيمة إلي الولايات المتحدة الأمريكية لكي تنقذها بقرار وقف إطلاق النار.. وهي الآن سوف تكرر نفس الشيء و هي في النهاية لن تدمر إلا الطوب والمباني وأجساد النساء والأطفال. أما العزيمة فلن تنكسر لأنها والحمد لله ضد الكسر وستسقط إسرائيل علي حدود غزة وترسل جثث الجنود الصهاينة إلي تل أبيب - وتخفي المعلومات عن شعبها حتي لا تنهار «راشيل» لوفاة البوي فريند «حاييم سافوم توتي» وحتي لا تنهار «أم كوهين» بسبب وفاة ابنها وكلبتها في يوم واحد... فالصهاينة شعب مدلل لا يحب الحرب ولا القـتال ولا يجد الصهيوني شيئاً يموت من أجله، من أجل ذلك فهم لا يصمدون في المعارك... ويخافون من «بمب العيد» فكيف بهم يتحملون صواريخ القسام وما تقوم به «حماس» وفتح المقاومة «والجبهة الشعبية» و«الجهاد» وغيرهم... ونصيحتي للإعلام الرسمي المصري أن يحترم عقولنا ويترك المقاومة في حالها وعلي رأي «الست دي أمي» يا نحلة لا تقرصيني... ولا أنا عاوز عسل منك».

ولقد بدأ العد التنازلي لإسرائيل... فعلي حدودها مع لبنان... ظهر أسود حزب الله في لبنان وعند حدودها مع مصر ظهرت بسالة حماس في غزة، أما حدود الأردن فقد كفرت مقاومة فتح بالحلول الاستسلامية فأصبحت الحدود التي تم تأمينها باتفاقيات النظم الحاكمة وكأنها حبر علي ورق.... وبما أن الصهاينة يتبنون شعار «الندالة كنز لا يفني»... فهم سيتركون فلسطين بعد أن توقفت هجرتهم إليها وسنسمع غدا أن الصهاينة قد اكتشفوا أن «أرض المعاد» ليست في فلسطين وإنما هي في «جزر الهاواي» وسوف يقومون بتغيير بعض بنود التلمود لتـتماشي مع المكان الجديد وذلك كله من شدة الخوف والفزع... بهذه المناسبة فيروي أن تحقيقاً أجرته إسرائيل مع جندي أطلق الرصاص علي خياله من شدة الخوف معتقداً أنه من أفراد المقاومة الفلسطينية فلما سأله القائد عن سر إطلاق طلقتين علي الخيال وليس طلقة واحدة أجاب الجندي.

«ماهو الخيال ماماتش من الطلقة الأولي »

» مختار: لم أعد أحد بالفوز بالدوري ونعاني من العقم التهديفي
» دعواتكم .. معانا
» لعبه x o منافسه قويه جدا جدا بين الشباب والبنات شارك معانا