الحصار يخنق غزة .. وتهديدات باقتحام معبر رفح .. ومسيرات في عدة مدن تندد بالصمت العربي

بات قطاع غزة الاحد على ابواب كارثة انسانية، بعد توقف محطة التوليد الكهربائية الوحيدة في القطاع بسبب نفاد الوقود جراء الحصار الاسرائيلي، في وقت أحكم فيه الجيش الاسرائيلي، قبضته، بإغلاق كل المعابر الحدودية، حتى أمام المساعدات الانسانية التي تقدمها الأمم المتحدة.

ودعا قادة حماس اهالي غزة، الى ان يهبوا الى المساجد، للصلاة والدعوات من أجل رفع الحصار عنهم.

وأعلن اتحاد الصناعات الفلسطينية في غزة أن 3900 مصنع قد أغلقت ابوابها بالكامل، بما فيها المصانع التي تنتج المواد الغذائية.

وفي القاهرة أبلغت السلطة الفلسطينية مصر رغبتها عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لمناقشة العدوان الاسرائيلي والحصار على قطاع غزة.

ويقول مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون ان سكان غزة في العادة يستهلكون 200 ميجاوات من الكهرباء منها 65 ميجاوات تولدها محطة الكهرباء المحلية في حين يحصل الفلسطينيون على الكمية المتبقية من اسرائيل ومصر.

ويقول منتقدون ان خفض امدادات الوقود بمثابة عقاب جماعي غير مشروع على غزة التي تعتمد بصورة كبيرة على المساعدات الخارجية.

وذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية الاحد أن الجيش الإسرائيلي سيفرض حظرا على دخول الأطعمة والادوية وجميع المستلزمات الأساسية حتى الأدوية الطبية ما عدا الضرورية منها لقطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير قوله إذا أراد الفلسطينيون طعاما وأدوية فعليهم أن يتوجهوا إلى مصر.

واشار إلى أن ضباطا في الارتباط العسكري الاسرائيلي في معبر ايرز أعربوا لقيادة الجيش عن مخاوفهم من أزمة طاحنة خلال أيام في غزة بسبب النقص الكبير في احتياجات السكان.

وقالت جريدة الجمهورية ان المندوبين الدائمين بالجامعة العربية سيعقدون اجتماعاً طارئاً الاثنين لمناقشة الآثار السيئة للاعتداءات الإسرائيلية علي غزة التي خلفت 40 شهيداً وعشرات المصابين.

واكدت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن أجري اتصالات مع عدد من القيادات العربية أطلعهم علي الأوضاع المأساوية.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية إن أبومازن أبلغ القادة العرب برغبته في تعليق المفاوضات وحل فريق التفاوض الذي يرأسه أحمد قريع كخطوة أولي مؤكدا أنه من غير المعقول أن يجلس الوفد مع الإسرائيليين علي مائدة واحدة وقواتهم تقتل الفلسطينيين.

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك، أن جيشه يدرس احتمال تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، ردا على قيام فصائل فلسطينية بإمطار مواقع ومستوطنات في محيط غزة بمئات الصواريخ، خلال الأيام الأخيرة.

وحذر وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي آفي ديختر، من أن سديروت على شفا الانهيار، إذا لم تتخذ خطوات ردع في غزة.

وشدد على ضرورة خلق معادلة رادعة بأي ثمن.

وقالت مصادر إسرائيلية، إنه سيتم توسيع دائرة الاغتيالات في قطاع غزة، لتشمل زعماء حركة حماس السياسيين، إذا لم يتوقف إطلاق صواريخ القسام.

وقررت الحكومة الاسرائيلية في جلستها الاسبوعية الاحد الابقاء على الاغلاق المفروض على قطاع غزة والذي يمنع ادخال الوقود والغاز المنزلي وكذلك المواد الغذائية والانسانية الى القطاع على الرغم من الدعوات الدولية وخصوصا من الامم المتحدة التي حضت على استئناف تزويد القطاع بما يحتاج لتفادي ازمة انسانية.

ومساء الاحد طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل بان ترفع "فورا" الحصار المفروض على قطاع غزة منذ الخميس.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية لفرانس برس نبيل ابو ردينة ان عباس "طالب الحكومة الاسرائيلية بان ترفع الحصار فورا عن قطاع غزة والسماح بدخول الوقود من اجل تسهيل حياة المواطنين الابرياء واستمرار عمل المستشفيات التي تتعرض لازمة تهدد حياة المواطنين".

واضاف ابو ردينة من رام الله ان عباس "دعا الى عقد دورة خاصة لمجلس جامعة الدول العربية لبحث الامر بشكل عاجل وبعث برسائل عاجلة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون واعضاء اللجنة الرباعية الدولية كما ناشد اعضاء المجتمع الدولي بضرورة التحرك السريع والفوري".

وقال ابو ردينة انه "اذا استمر الحصار ولم تستجب اسرائيل برفعه خلال ساعات سوف نتوجه بشكل عاجل لمجلس الامن خلال الساعات القليلة القادمة".

واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد من العواقب الانسانية لقرار الاغلاق الذي اتخذته اسرائيل ضد قطاع غزة وجدد دعوته الى وقف فوري لاعمال العنف في المنطقة.

وقررت اسرائيل فرض الاغلاق التام على قطاع غزة الفقير حيث يعيش 1,5 مليون نسمة وتسيطر عليه حركة حماس منذ منتصف حزيران/يونيو مساء الخميس ردا على اطلاق صواريخ فلسطينية على الاراضي الاسرائيلية.

ونتيجة لذلك حرمت غالبية الاحياء في مدينة غزة صباح الاحد حيث يعيش اكثر من 400 الف شخص من التيار في حين استنفدت مخزونات الغاز المنزلي والوقود الضرورية لتشغيل المولدات كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

ومساءا توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة والتي تلبي 30% من الاستهلاك في القطاع عن العمل مساء الاحد بسبب وقف تسليم الوقود نتيجة الاغلاق التام الذي فرضته اسرائيل الخميس على القطاع بحسب مدير هذه المحطة.

وقال رفيق مليحة مدير مشروع محطة توليد الكهرباء الفلسطينية لوكالة فرانس برس "اننا اوقفنا كليا عمل المحطة بسبب عدم تزويدنا باي كمية من الوقود وهذا يعني دخول معظم مناطق قطاع غزة في ظلام دامس".

واعرب عن الاسف وقال ان "عملية القطع او وقف العمل ستستمر حتى اعادة تزويد المحطة بالوقود" مشيرا الى ان انقطاع التيار الكهربائي "يؤثر بشكل سلبي كبير على مجمل مناحي الحياة بما في ذلك المشافي ومضخات المياه والمجاري والصرف الصحي عدا عن الانارة العامة والتدفئة".

واوضح انه لم يتلق اي اشارة حول احتمال استئناف شحنات الغاز التي قد تسمح بها اسرائيل.

من جهته قال المركز الاسرائيلي للدفاع عن حرية الحركة (مسلك جيشا بالعبرية) ان الاحتياجات الشتوية لقطاع غزة من الكهرباء تصل الى 240 ميغاوات.

ومع توقف تشغيل المحطة الرئيسية فانه ستتم فقط تغطية نصف الاحتياجات المطلوبة والتي تقدم اسرائيل القسم الاكبر منها.

ولم توقف الحكومة الاسرائيلية شحناتها الخاصة لانه سيترتب عليها ان تبرر ذلك مسبقا للمحكمة العليا.

وفي مطلع ديسمبر قلصت اسرائيل كميات الوقود المخصصة لقطاع غزة الامر الذي ارغم محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة الى تخفيض نصف انتاجها.

وقالت ساري باشي المسؤولة في مركز "جيشا" "انه نظام هش للغاية يعاني منذ اشهر بسبب الحصار".

وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في غزة من "العواقب المدمرة" لاستمرار الحصار حملت على هذا القرار الاسرائيلي.

وقال المتحدث باسمها كريستوفر غانيس منتقدا "ان حرمان الناس من امور اساسية مثل المياه يشبه حرمان الانسان من كرامته. من الصعب تفهم المنطق الذي يقضي بتعذيب مئات الاف الاشخاص مقابل لا شيء".

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع بحسب ما نقلت الاذاعة العسكرية ان اسرائيل ستواصل تزويد قطاع غزة "بنسبة 75% من حاجاته من الكهرباء".

وفي رام الله شارك مئات الفلسطينيين في وسط المدينة في مسيرة شموع تضامنا مع سكان غزة.

وتجمع حوالي خمسمائة فلسطيني في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية على اضواء الشموع تضامنا مع قطاع غزة الذي تفرض عليه اسرائيل حصارا شاملا منذ الخميس.

وهتف المشاركون في المسيرة من اجل وحدة الضفة والقطاع "الضفة وغزة واحد مش اثنين". و"يا هنية ويا عباس وحدتنا هي الاساس" في اشارة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة بعد مواجهات دامية مع امن الرئاسة الفلسطينية.

وشارك اعضاء من حركتي فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية ومن المثقفين في المسيرة.

وتظاهر الاف الفلسطينيين المقيمين في مخيمات اللاجئين في لبنان الاحد للتنديد بالحصار المفروض على قطاع غزة من قبل اسرائيل مطالبين الدول العربية بالعمل لوضع حد لهذا الوضع.

وانتشر المتظاهرون من رجال ونساء واطفال شوارع اربعة مخيمات للفلسطينيين قرب صور وصيدا (جنوب) ومخيم البداوي (شمال) للمطالبة بفك الحصار بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. ووصف امين سر حركة فتح في لبنان سلطان ابو العينين في بيان"ما يجري بالجريمة المنظمة لمعاقبة الشعب الفلسطيني".

وكانت نظمت مسيرة مشابهة في مدينة غزة مساء الاحد بعد انقطاع الكهرباء عن المدينة نتيجة نفاد الوقود في محطة الوقود الوحيدة في القطاع والتي تؤمن 30% من احتياجات سكانه.