أهميه المشروعات الصغيره

أهمية المشروعات الصغيرة

تكمن أهمية وخطورة الدور الذي يمكن للمشروعات الصغيرة والمتوسطة أن تلعبه في الاقتصاد الفلسطيني في النواحي التالية

1. مصدر رخيص لخلق فرص عمل جديدة :

أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت محلياً ودولياً أن المشروعات الصغيرة قادرة على خلق فرص عمل أكثر مقارنة بالمشروعات الضخمة، مع الأخذ في الاعتبار حجم رأس المال المستثمر .

وبعبارة أخرى فإن تكلفة خلق فرصة العمل في المشروع الصغير هي أقل من مثيلتها في المشروع الكبير ، ففي تقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة بغزة ذكر أن تكلفة خلق فرصة العمل في القطاع الصناعي هي 7000 دولار في حين أن هذه التكلفة تقل لتصل إلى 1700 دولار في قطاع البناء ، ويمكن التدليل على ذلك بالمقارنة بين تكلفة تأسيس ورشة لتصنيع القوالب المعدنية والتي قد تصل إلى مائة ألف دولار وتخلق سبعة فرص عمل، في حين أن إنشاء مصنع العصير بغزة قد كلف سبعة ملايين دولار وخلق 50 فرصة عمل موسمية .

2. حاضنة للمهارات والإبداعات الجديدة :

ان المشروعات الصغيرة تعطي فرصة ذهبية لأصحاب المهارات والإبداعات من أفراد الشعب الذين يمتلكون قدرات مالية محدودة من أن يبدو أو بتحقيق أحلامهم في امتلاك مشروع خاص في كثير من الأحيان فإن المشروعات الكبيرة أو العابرة للقارات قد بدأت صغيرة ثم نمت بشكل متواصل ومنتظم ، الأمثلة على ذلك لا تنتهي وقد يكون أكثرها بروزاً شركة كوكا كولا التي أسسها أحد الصيادلة سنة 1886 ببضعة آلاف من الدولارات ووصلت إلى أن أصبح حجم أعمالها أكثر من 40 مليون دولار ، وهناك عشرات الأمثلة لمشروعات ناجحة بدأت كمشروع عائلي ونمت لتصبح شركات كبيرة بالقياس إلى الاقتصاد الفلسطيني ، على سبيل المثال لا الحصر فإن هناك عشرات إن لم يكن مئات الرياديين الناجحين الذين يملكون مشروعات بارزة كانوا قد بدءوا حياتهم قبل عشرين عاماً كعمال في اسرائيل .

3. عامل مساعد للاستقرار الاجتماعي والسياسي :

المشروعات الصغيرة تعطي الفرصة لأفراد الفئات التي تعيش على هامش المجتمع لأن تصبح قوة فاعلة فيه عبر إقامة وتأسيس المشروعات الصغيرة.

هذه الفئات لا تمتلك القدرات المالية أو الأكاديمية أو العلاقات العامة التي تمكنها من إقامة مشروعات كبيرة وذلك يعني بقاءها على هامش العملية الإنتاجية في المجتمع . تسهيل دخول هذه الفئات إلى العملية الإنتاجية من خلال تبني نهج المشروعات الصغيرة يعمل على دمجهم في العملية الإنتاجية المبدعة، مما يؤدي إلى إزالة التوتر الذي يغلف عادة شكل العلاقة بين هذه الفئات وباقي شرائح المجتمع .

يتم حالياً في دولة جنوب أفريقيا بعد إلغاء سياسة الفصل العنصري تأسيس برامج تهدف إلى تشجيع السود إلى دخول مجال العمل الحر بهدف دمجهم في المجتمع وجعلهم قوة إنتاجية فاعلة، مما سيشعرهم بأنهم ليسوا عالة على باقي المجتمع. وكذلك الحال في فلسطين فبعد قدوم مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من بلداتهم الأصلية في فلسطين إلى مناطق قطاع غزة والضفة الغربية قام المئات من هؤلاء بدخول عالم الأعمال الحرة، مما أدى إلى اندماجهم في المجتمع وشعورهم بأهمية الدور الذي يلعبونه في البناء الاقتصادي ، نفس الشيء حدث للفلسطينيين الذين أقاموا في البلاد العربية والأجنبية ، فقد أثبتوا ذاتهم وأعادوا صياغة علاقة المجتمع بهم عن طريق امتلاك مشروعات خاصة .

4. تغذية المشروعات الكبيرة بالأفكار الجديدة :

تعمل المشروعات الصغيرة في كثير من الأحيان رافداً للمشروعات الكبيرة بقطع الغيار أو الخدمات المساندة والتي ليس مجدياً للمشروعات الكبيرة أن تنتجها .

على سبيل المثال فإن مصانع السيارات أو الطائرات في اليابان أو أمريكا تعتمد على سلسة من المشروعات الصغيرة والمتواجدة حولها في إمدادها بكثير من قطع الغيار اللازمة ، أهمية هذا الجانب في أنه لا يمكن قيام مشروعات كبيرة ناجحة دون خلق و دعم سلسة كبيرة من المشروعات الصغيرة وان العلاقة بين قطاعي المشروعات الكبيرة والصغيرة يجب أن تكون علاقة تكامل وليس علاقة تبادل.

5. القدرة على التكيف :

تتميز المشروعات الصغيرة بأنها أكثر قدرة من المشروعات الكبيرة – ذات الاستثمار الضخم في رأس المال الثابت – على التكيف مع الظروف والمستجدات التي يمكن لاقتصاد ما أن يتعرض لها .

هذه القدرة الكبيرة على التكيف تنعكس على أرض الواقع في سهولة نقل مكان المصنع ، تخفيض خطوط الإنتاج ، تحويل العملية الإنتاجية ، تغيير السياسة التسويقية ، كانت الفترة الاحتلالية دليل قاطع على قدرة المشروعات الصغيرة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على مواجهة السياسات الاسرائيلية والتي كانت تهدف إلى تدمير ومنع أي تنمية صناعية حقيقية ، حيث كان لهذه المشروعات الموجودة قدرة كبيرة على اتقاء سياسات الاحتلال عبر سرعة تحركها من نمط إنتاجي لآخر أو من مكان إلى آخر دون تكاليف تذكر .

قدرة المشروعات الصغيرة على التكيف والتأقلم تبرز عندما تقوم دولة من الدول بتغيير استراتيجيتها الاقتصادية أو السياسية لتلائم معطيات المرحلة ، كما حدث في مصر بعد انتهاء حالة الحرب مع اسرائيل، وتم توجيه الكثير من الصناعات العسكرية باتجاه الجوانب المدنية، وكما يحدث حالياً في روسيا بعد انهيار النظام الشيوعي .

المشروعات الصغيرة لديها القدرة على تغيير خطوط انتاجها بسهولة بما يلائم توجهات السوق المحلية أو الدولية ، هذه القدرة على التكيف لا تتوافر للمشروعات الكبيرة حيث يكلفها ذلك الكثير من الجهد والمال كما حدث لشركات إنتاج المشروبات الغازية عندما تم الاستغناء عن العبوات الزجاجية إلى البلاستيكية، إن قدرة مشروع كبير كمشروع مصنع العصير والذي أقيم في قطاع غزة على التكيف والتأقلم والتغير هي بالتأكيد أقل بكثير من قدرة ورشة لتصنيع قطع غيار سيارات. إن واقع الحال في الشرق الأوسط بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص والذي يتصف بدرجة عالية من عدم الاستقرار، وعدم القدرة على التخطيط المستقبلي لفترات طويلة تضيف ميزة جديدة لنهج دعم المشروعات الصغيرة وتبنيها .

6. استغلال المدخرات البسيطة :

نظراً لصغر رأس المال المطلوب للاستثمار في المشروعات الصغيرة ، فإن الرياديين اللذين يملكون مدخرات بسيطة يستطيعون تشغيل مدخراتهم البسيطة والمتواضعة من خلال تأسيس مشروعات صغيرة خاصة ، هذه الميزة تعمل على جلب مدخرات الناس البسيطة إلى العملية الإنتاجية بدلاً من أن تظل جامدة وبدون استغلال .

في ظل عدم تبني فلسفة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، يكون أمام مالكي المدخرات البسيطة، إما الاحتفاظ بهذه المدخرات في بيوتهم مما يعمل على تآكلها بفعل التضخم وانخفاض القوة الشرائية، أو إيداعها في البنوك مقابل نسب فائدة متواضعة .

7. أحد آليات دمج المرأة في النشاط الاقتصادي :

نظراً لصغر حجم المدخرات التي تمتلكها المرأة بشكل عام في المجتمع الفلسطيني و نظراً لمحدودية البدائل المتاحة أمامها، فإن إقامة مشروعات صغيرة ذات استثمار بسيط وتتطلب مهارات إدارية متواضعة، يعتبر آلية هامة جداً تمكن المرأة من أن تصبح أداة إنتاجية فاعلة بدلاً من أن تظل متفرجة على ما يحدث حولها.

من الطبيعي جداً أن لا تستطيع المرأة في مجتمعنا العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص القيام بتأسيس مشروع ضخم .

1- الفقر، البطالة، ومشاكل الاندماج الاجتماعي: نعيش هذه الايام سنوات العقد الاول من القرن الحادي والعشرين، ومن الواضح ان الاوساط المسؤولة والنخب السياسية والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية تنشغل حاليا بالبحث عن العديد من الاجابات للعديد من الاسئلة التي تجابه البشرية: فمن مشاكل البيئة، الى الطاقة البديلة للنفط، الى الهجرات الخارجية والداخلية، الى مشاكل المجاعة والفقر والامية والديون، وفوق هذا، جميعه، تقف مشكلة البطالة المتنامية بكل ما يرتبط بها من استحقاقات تستوجب التوقف امامها جديا. ان مجموع هذه الاسئلة والتحديات تفرض نفسها، ليس على بلد معين او مجموعة سكانية معينة بل على نطاق العالم بأسره. فلم تعد دول الشمال "المشبع" قادرة على المضي قدماً في سيرها دون ان تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الجنوب "الجائع" والفلسطينيون أحوج ما يكونوا إلى حل ومواجهة هذه المشاكل من فقر وبطالة والتخلص من الاحتلال.

2- النظام العالمي الجديد والميل الموضوعي نحو الدمقرطة: اسست البيروسترويكا، التي أطلقت في الاتحاد السوفيتي عام 1985 وانتهت بانهيار دول المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، لدخول العالم حقبة جديدة لها معاييرها واعتباراتها ... اذ ان الانتهاء الرسمي والفعلي للحرب الباردة ومفاعيلها، قد أطلق ديناميكيات جديدة تتمثل بتعمق التوجه نحو الدمقرطة والاصلاحات السياسية والاقتصادية، أي بناء علاقات ونظم سياسية قائمة على اسس ديمقراطية سواءً على صعيد محلي اقليمي، او على نطاق العلاقات الدولية. كما ان البعد الاجتماعي للديمقراطية او كما تسمى احيانا، بالديمقراطية الاجتماعية، قد اخذ هو الاخر يفرض نفسه محليا وعالميا. ان فكرة حق الانتفاع العام من الخيرات المادية وعوائد التنمية اصبحت تشكل جزءا من الوعي العام داخل المجتمعات المختلفة. وكون قطاع الاعمال الصغيرة - المشاريع الصغيرة - يشكل قطاعاً مستقلاً "بالمعنى النسبي" فهو يمثل عاملا هاما من العوامل الدافعة نحو الديمقراطية من حيث مطالبته بالتحرك والعمل والانتاج بأقل ضوابط ممكنة.

3- بين الخصخصة والقطاع العام: شهد العالم وخلال العقود الثلاثة الماضية دفعاً متواصلاً نحو خصخصة ادوات الانتاج وتقليص مكانه ودور القطاع العام، أي اعادة هيكلة الاقتصاديات المحلية. وقد قاد البنك الدولي، بشكل خاص، حملة واسعة من اجل الخصخصة واعادة الهيكلة. ولسنا في مركز المعلومات الوطني الفلسطيني معنيون بتحديد رأي معين ازاء هذه العملية، اذ ان هذا الموضوع يحتاج الى ورشة عمل خاصة، الا ان ما يعنينا هنا هو بعض نتاج هذه العملية، ونقصد بذلك ارتفاع وتائر نسب البطالة، وما نجم عن ذلك من مشاكل اجتماعية جدية، تمثل الحالة الجزائرية والمصرية هذه الايام نموذجا لها.

» شباب المشروعات الصغيره