كيف تصبح الأحلام أهدافاً د/ ديانا روبنسون

من الرائع أن يكون لك حلم كما أنه من الرائع أيضاً أن يكون لك هدف. نعم هناك مدرسة فكرية تنادي بألا يكون لدينا أهداف وقد بحثنا في هذا الأمر منذ بضعة أشهر، ومن وجهة نظري أنها تنطبق على لوائح الأهداف التي ينادي بها أنصار إدارة الوقت فمن الممكن أن تكون هذه اللوائح مفيدة، أو مضرة، اعتماداً على ما وصلت أنت إليه من نمو. ولهذا فأنا أنظر اليوم إلى نقطة مختلفة.



اليوم أوضح الفرق بين أن يكون لك حلم وأن يكون لك هدف. فالحلم هدف دون سيقان. إنه من الرائع أن يكون لك هدف، فقد يكون القوة الدافعة لحياتك، و لكن دون توضيح أو اعطاءه سيقان ليخطو تجاهك سيصبح تحقيقه ضرباً من ضروب الحظ.



لتحويل الحلم إلى هدف يمكن تحقيقه لابد من إيضاحه واعطاءه التفاصيل الكافية وبيانه لدرجة تمكنك من رؤيته والاحساس به ومعرفة الاحساس الذي تحسه حينما يتحقق هذا الحلم؛ وهذه الطريقة تفيدك في نواح عدة:
توضح لك ما تريد لدرجة أن تكون دائماً متناغماً مع أي شيء له صله بهدفك فلن تفوتك الفرص دون ملاحظتها.
تجعلك ترى ما تحتاجه لكي تحققه، خطوة بخطوة.
تقلل من شأن المنعطفات الخاطئة والسبل المغلقة لديك.
ولربما الصور التي تحملها بعقلك وقلبك تصدر صدى في الكون لإظهارها.
فكلما كانت الصورة واضحة وكانت أكثر واقعية، كلما زادت فرص تحقيق هذه الأمور.



فعلى سبيل التوضيح، سوف استخدم حلم شخص ما تجاه وظيفته، لكن المبدأ لا يتغير مهما كانت طبيعة حلمك.



لنفترض أنك تتطلع للعمل في الهواء الطلق بالقرب من الطبيعة، ثم يأتي شخص ما ويسألك عما تريده بالضبط و لكنك لا تسطيع الرد. كل ما تعرفه أنك تريد العمل في الهواء الطلق بالقرب من الطبيعة. فهذا حلم و لكن ليس هدفاً، لماذا؟ لأنه غير محدد فهذا الوصف قد يوافق العديد من الوظائف من ضمنها حارس المتنزه أو المتسكع على الشواطئ أو مرشد سياحي لرحلات السفاري أو مزارع أو بستاني أو عامل متنقل أو حارس مزرعة نحل أو أعمال كثيرة مشابهة.



بعض الناس يقولون "احترس من دعائك لأنه سوف يتحقق بكل تأكيد لكن ليس بالضرورة بالشكل وفي التوقيت الذى كنت تتوقعه." وهذا ما يحدث بالضبط عندما تكون أحلامك غير محددة. تخيل أنك تدعو أن تجد عملاً في الهواء الطلق بالقرب من الطبيعة وعندما يتحقق حلمك تجد نفسك حارس مزرعة نحل في حين انك ترهب الحشرات بشدة.



هذا ليس حظاً سيئاً بل إدارة سيئة، الإدارة السيئة لرغباتك ونواياك. فوعيك والكون كلاهما يحتاجان إلى اتجاه واضح قبل شق طريق لهما بغض النظر عن حصد النتائج. إذا استطعت أن تسخر طاقاتك و طاقات الكون لكي تجعل من حلمك حقيقة فلابد لك أن تتخيل هذا الحلم أولاً.



حسناً، فلنبدأ مجدداً. فأنت تريد عملاً في الهواء الطلق بالقرب من الطبيعة. اشتري كتاباً من أحد الكتب الكثيرة التي تتناول كيفية اختيار الوظيفة التي تساعدك في التوضيح. و لتسأل نفسك تلك الأسئلة المزعجة التي قد يسألك إياها أي مستشار مهني.



أي نوع من الأعمال تريد القيام به؟ هل تحب الناس؟ هل تحب الحيوانات؟ (هناك فرق شاسع بين العمل مع قطة لطيفة و بين العمل مع حيوانات كبيرة برية التي لا تحبذ المشاركة فى مكانها.) أيهما تستمع به أكثر النظام أم الحرية؟ وكن حذراً من هذا السؤال لأننا كلنا نظن أننا نريد مساحة من الحرية حتي نجد أنفسنا نعمل بمفردنا دون أي توجيه أو إشراف، وهذا لا يمثل مشكلة لبعض الناس أما للبعض الأخر فإنه يشكل تهديداً أكثر مما قد يتوقعوه.



اتبع كل صورة تأتي بخيالك واسأل نفسك كيف تتوائم مع الحلم وكيف تعمل معها وما يأتي بعدئذ حتي يتسنى لحلمك أن يصبح واقعياً آسراً مثل فيلم محبك الصنع. ولتعلم في قرارة نفسك أن هذا ما تريد فعله بحياتك و أن هذه هي الوظيفة التي سوف تستمتع بها لدرجة أنك سوف تحب عملها حتى لو كانت دون مقابل مادي. ثم اعمل على تحقيق هذه الصورة.



فهذه المرة لن يكون هناك أخطاء.



لآ أعني عندما كتبت "اعمل على تحقيقها" أن تقعد و تنتظر. أمي كانت تقول نصيحة جميلة "أدعو وتوكل على الله كما لو ان الامر جميعا بيد الله, و اعمل كما لو كان الأمر يعتمد عليك" أما الآن و الصورة واضحة بذهنك فأنت تعرف ما الهدف الذى تعمل من أجل تحقيقه.



ما لا تحتاج أن تفصح به هو الطريقة المحددة التي يتحقق بها هذا الهدف. فإن فعلت ذلك فأنت تضيق السبل التي تجمع بينك وبين هدفك. في الواقع هناك العديد من الطرق التي تؤدي اإلى تحقيق هدفك أكثر مما تتصور، وإته من الجميل أن تختار واحداً تطرقه، مع بعض التراجعات في حال وجود عوائق، ولكن دائماً تذكر بوضوح أن هذه ليست الطرق البديلة الوحيدة. مهما كان ما تسعى إليه يمكن تحقيقه بطرق لا تأتي على مخيلتك أبداً.