مسلحون يفجرون الحدود المصريه .. والالاف يعبرون الي مصر .. عبر رفح

أكدت الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية أن حالة الاحتقان الشديدة والحصار المطبق منذ 7 أشهر على أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة أخرجت الأمور عن السيطرة وأدت إلى فتح الحدود في محاولة لإيجاد متنفس للجماهير التي تعاني كارثة إنسانية في غزة والتزود بما يحتاجونه من مواد أساسية.

واعرب طاهر النونو الناطق باسم الحكومة عن أمله في أن يسمح فتح الحدود المصرية بنقل عشرات الجرحى والمرضى من ذوي الحالات الصعبة للعلاج في المستشفيات المصرية بالإضافة إلى إدخال كميات ولو جزئية من الوقود في الوقت الذي قطعت فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الوقود عن القطاع مما تسبب في ظلام دامس وشل مرافق الحياة الإنسانية بالكامل.

ونفى إسماعيل رضوان القيادى فى حركة حماس الإتهامات الموجهه لحركته بشأن مسئوليتها عن تفجير الجدار الفاصل بين القطاع ومصر مؤكدا حرص حركته على العلاقات الطيبة مع الجانب المصرى لما له من دور بارز فى المنطقة بأسرها.

وقال رضوان فى تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية الأربعاء أن إقتحام الفلسطينيين لمعبر رفح الحدودى حالة عفوية بسبب ما يعانيه أهالى القطاع من كارثة إنسانية محققة .

وأضاف القيادى الفلسطينى قائلا إن حماس حذرت مرارا من وصول الأوضاع فى قطاع غزة إلى الحالة المتدهورة الحالية، إثر الضغط الإسرائيلى الشديد على الشعب الفلسطينى والتى أوصلته إلى الانفجار، مطالبا بضرورة توحيد الجهود العربية لرفع معاناة الشعب الفلسطينى.

كما نفى سامي ابو زهري المسؤول في حماس ان حماس كانت ضالعة فيما حدث واستدرك بقوله كان من المستحيل منع نسف الحدود الذي كان تعبيرا عن الضغوط الشديدة على الفلسطينيين تحت الحصار في غزة.

وكان مسلحون من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح جنوب قطاع غزة قد أقدموا على تفجير الجدار الاسمنتي الفاصل بين الحدود المصرية بعبوات ناسفة الأمر الذي سمح للمئات من أبناء القطاع باجتياز الحدود في محاولة للتزود بمستلزماتهم من الوقود والمواد الغذائية والدواء

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان عدد كبير من الفلسطينيين الذين اجتازوا الجدار الحدودى الفاصل بين قطاع غزة ومصر صباح الاربعاء لجأوا الى المحلات التجارية التى فتحت أبوابها مبكرا عقب الاقتحام، لشراء البضائع والمواد الغذائية والأدوية لادخالها الى القطاع .

وشوهد تزاحما كبيرا فى رفح على محطات البنزين والوقود المصرية للحصول على احتياجاتهم من البنزين والسولار، ويتم نقلها فى جراكن الى داخل القطاع.

وأكد عدد كبير من الفلسطينيين النازحين أنهم لجأوا لذلك بعد اشتداد الحصار عليهم من جانب اسرائيل وقطع امدادات الوقود والمواد الغذائية عنهم ، وقالوا أنهم لم يجدوا سوى مصر الجار الأول لهم لتخليصهم من الحصار والاغلاق.

ومن جانبها أعلنت مصادر امنية ان أجهزة الأمن تلتزم الهدوء التام فى التعامل مع الأزمة وعدم التعرض للفلسطينيين النازحين.

وأصدر اللواء أحمد عبد الحميد توجيهاته بوضع جميع أجهزة المحافظة فى حالة استعداد تام ورفع حالة الطوارىء القصوى بجميع المرافق الخدمية.

وكان آلاف الفلسطينيين قد دخلوا الاراضي المصرية من قطاع غزة صباح الاربعاء بعد ازالة جزء من الجدار الاسمنتي على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

ولم يتدخل ازاء اندفاع المواطنين الفلسطينين الامن المصري الموجود في الجهة المصرية من الحدود.

وكان شهود عيان ذكروا ان فلسطينيين مسلحين فجروا خمس قنابل على الاقل على الحدود بين قطاع غزة ومصر ليل الثلاثاء الاربعاء ما احدث ثغرات كبيرة فيه.

ودوت الانفجارات بعد ساعات على تظاهرة احتجاج على الحصار المفروض على قطاع غزة جرت في رفح على الحدود بين مصر وغزة بدعوة من حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ يونيو الماضي.

وقال سكان من بلدة رفح بجنوب غزة ان سلسلة من الانفجارات أحدثت فتحات كبيرة في الجدار الخرساني الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر.

وقال سكان رفح ان ألاف الفلسطينين عبروا بحرية الى مصر دون ان يلقوا مقاومة من الشرطة المصرية.

وفرضت اسرائيل في 17 يناير حصارا على قطاع غزة في محاولة لوقف عمليات اطلاق الصواريخ على اراضيها من هذه المنطقة.

وفي مواجهة انتقادات الاسرة الدولية التي تخشى حدوث كارثة انسانية في القطاع خففت اسرائيل الثلاثاء حصارها بمد القطاع ب360 الف لتر من المازوت مخصصة لمحطة توليد الكهرباء الرئيسية فيه.

ويوم الثلاثاء اشتبك عشرات المحتجين الفلسطينيين مع الشرطة المصرية في محاولة لشق طريقهم الى مصر.

وانتقدت القاهرة ضمنا حركة حماس، وقالت وزارة الخارجية في بيان ان مصر تعرب عن اسفها البالغ ازاء الاحداث التي شهدها معبر رفح من تظاهرة فلسطينية غالبيتها نسائية بهدف فتح المعبر عنوة.

واضافت ان مصر تربأ بإخوانها الفلسطينيين ان يسيئوا التصرف او الحساب بمحاولة تصدير مشكلات داخلية اليها او الضغط عليها لتحقيق مكاسب سياسية، مشيرة الى ان مصر بذلت على مدار اليومين الماضيين قصارى جهدها لانقاذ اشقائها الفلسطينيين من الوضع الانساني المأسوي الذي يتعرضون له نتيجة الحصار الاسرائيلي.

وأغلقت اسرائيل المعابر مع غزة الاسبوع الماضي فيما قالت انه محاولة لمنع النشطاء الفلسطينيين من اطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل.